وقال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إن الأميركيين أصدروا "أوامر" على الأرض خلال النزاع المسلح بين القوات الروسية والجورجية. وأضاف "الواقع أن مواطنين أميركيين كانوا فعلا في منطقة النزاع خلال الأعمال الحربية. كان ينبغي الإقرار بأنهم كانوا هنا تنفيذا لأوامر تلقوها من رؤسائهم".
وأوضح بوتين في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأميركية ستبث لاحقا وبثت مقتطفات منها على الإنترنت، أن أولئك الأميركيين "تصرفوا منفذين لهذه الأوامر. ورئيسهم وحده قادر على إصدار أوامر مماثلة".
وعبر رئيس الوزراء الروسي عن اعتقاده أن شخصا ما في الولايات المتحدة أثأر الصراع في جورجيا عمدا لمساعدة أحد مرشحي انتخابات الرئاسة الأميركية، وقال "يشتبه في أن شخصا ما في الولايات المتحدة خلق هذا الصراع خصيصا بهدف زيادة حدة التوتر في الوضع وإيجاد ميزة تنافسية لأحد المرشحين الذين يتنافسون على منصب رئيس الولايات المتحدة".
وفي المقابل رفض البيت الأبيض اتهامات بوتين تلك. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا برينو إن "الإيحاء بأن الولايات المتحدة تدخلت في هذا الأمر لحساب مرشح سياسي يبدو أمرا غير منطقي".
عقوبات وتفكير
وقالت المتحدثة برينو إنه يتعذر إعلان شيء مؤكد في هذا الصدد الآن ولكنها أقرت بأن "الأمر يخضع للمناقشة". وعندما سئلت عن بحث الإدارة الأميركية فرض عقوبات على موسكو بسبب هذه الأزمة قالت "من السابق لأوانه تحديد ذلك. لا أعلم ما سيتم التوصل إليه في نهاية الأمر من نتائج" للمناقشات الجارية بشأن احتمال اتخاذ خطوات لمعاقبة روسيا.
من جهة أخرى أعربت قمة منظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة في العاصمة الطاجيكية دوشنبيه عن قلقها إزاء تطورات الوضع في منطقة القوقاز. ودعا البيان الختامي للقمة إلى احترام مبدأ وحدة أراضي الدول، وتبني حلول سلمية لأزمة القوقاز.
وقد أشاد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بما وصفه بالموقف الآسيوي الموحّد والداعم لروسيا في أزمتها مع جورجيا. وكان ميدفيديف قد دعا قمة المنظمة التي تضم الصين وطاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزستان وكزاخستان إلى اتخاذ موقف موحد تجاه ما يحدث ليكون ذلك بمثابة رسالة إلى المجتمع الدولي وخاصة لأولئك الذين يبررون تصرفات جورجيا.